الحكومة اليمنية تطالب بتدخل أممي عاجل لحماية المواقع الأثرية من السيول
الحكومة اليمنية تطالب بتدخل أممي عاجل لحماية المواقع الأثرية من السيول
دعت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة للتدخل العاجل لحماية المناطق والمواقع الأثرية والمدن التاريخية، خاصة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، التي تتعرض مؤخرا لمخاطر التدمير جراء السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد، منذ مطلع يوليو الماضي.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، في بيان، إنه وجه نداء استغاثة إلى المدير العام لليونسكو، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، للتدخل العاجل لحماية المناطق الأثرية المتضررة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت عددا من المدن التاريخية الواقعة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأضاف في بيان على منصة "إكس": “تؤكد التقارير الميدانية تعرض مجموعة من المدن اليمنية التاريخية للدمار بشكل كبير جراء الأمطار الغزيرة والسيول المدمرة بسبب المنخفض الجوي الذي ضرب اليمن في الأيام الماضية، ومن أهمها مدينتا صنعاء وزبيد المدرجتان على قائمة التراث الإنساني العالمي”.
وقالت الأمم المتحدة، إن سيولا كارثية ألحقت أضرارا في مديرية ملحان بمحافظة المحويت غربي اليمن وتسببت بمقتل 24 شخصا.
وكشفت الأمم المتحدة، أن التقييمات المستمرة للسيول التي اجتاحت تلك المناطق عقب أمطار وانفجار 3 سدود الثلاثاء الماضي، تشير إلى تضرر 1020 عائلة ومقتل وفقدان أكثر من 41 فردا، ودمار 40 منزلا كليا و230 منزل جزئيا.
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن فرق الاستجابة الطارئة تبذل جهودا كبيرة من أجل الوصول للمناطق المنكوبة والمساعدة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.